تفسير سورة الفاتحة لابن كثير

admin

Administrator
طاقم الإدارة
المدير العام
تفسير ابن كثير
@@@@@@

( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة : 1]

يقال لها : الفاتحة ، أي فاتحة الكتاب خطا ، وبها تفتح القراءة في الصلاة ، ويقال لها أيضا : أم الكتاب عند الجمهور ، وكره أنس ، والحسن وابن سيرين كرها تسميتها بذلك ، قال الحسن وابن سيرين :
إنما ذلك اللوح المحفوظ.
وقال الحسن : الآيات المحكمات : هن أم الكتاب ، ولذا كرها - أيضا - أن يقال لها أم القرآن وقد ثبت في [ الحديث ] الصحيح عند الترمذي وصححه عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم.
ويقال لها : الحمد.
ويقال لها : الصلاة ، لقوله عليه السلام عن ربه :
قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين.
قال الله : حمدني عبدي الحديث . فسميت الفاتحة صلاة ؛ لأنها شرط فيها . ويقال لها : الشفاء ؛ لما رواه الدارمي عن أبي سعيد مرفوعا :
فاتحة الكتاب شفاء من كل سم .
ويقال لها : الرقية ؛ لحديث أبي سعيد في الصحيح حين رقى بها الرجل السليم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
وما يدريك أنها رقية ؟ .
وروى الشعبي عن ابن عباس أنه سماها : أساس القرآن ، قال : فأساسها بسم الله الرحمن الرحيم.
وسماها سفيان بن عيينة : الواقية .
وسماها يحيى بن أبي كثير : الكافية ؛ لأنها تكفي عما عداها ولا يكفي ما سواها عنها ، كما جاء في بعض الأحاديث المرسلة :
أم القرآن عوض من غيرها ، وليس غيرها عوضا عنها .
ويقال لها : سورة الصلاة والكنز ، ذكرهما الزمخشري في كشافه .
وهي مكية ، قاله ابن عباس وقتادة وأبو العالية ، وقيل مدنية ، قاله أبو هريرة ومجاهد وعطاء بن يسار والزهري .
ويقال : نزلت مرتين : مرة بمكة ، ومرة بالمدينة ، والأول أشبه لقوله تعالى :
( ولقد آتيناك سبعا من المثاني ) [ الحجر : 87 ] ، والله أعلم .
 

admin

Administrator
طاقم الإدارة
المدير العام
حكى أبو الليث السمرقندي أن نصفها نزل بمكة ونصفها الآخر نزل بالمدينة ، وهو غريب جدا ، نقله القرطبي عنه . وهي سبع آيات بلا خلاف ، [ وقال عمرو بن عبيد : ثمان ، وقال حسين الجعفي : ستة وهذان شاذان ] .

وإنما اختلفوا في البسملة : هل هي آية مستقلة من أولها كما هو عند جمهور قراء الكوفة وقول الجماعة من الصحابة والتابعين وخلق من الخلف ، أو بعض آية أو لا تعد من أولها بالكلية ، كما هو قول أهل المدينة من القراء والفقهاء على ثلاثة أقوال ، سيأتي تقريره في موضعه إن شاء الله تعالى ، وبه الثقة .



قالوا : وكلماتها خمس وعشرون كلمة ، وحروفها مائة وثلاثة عشر حرفا .



قال البخاري في أول كتاب التفسير :

وسميت أم الكتاب سورة الفاتحة ، لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف ، ويبدأ بقراءتها في الصلاة.

وقيل : إنما سميت بذلك لرجوع معاني القرآن كله إلى ما تضمنته .

قال ابن جرير : والعرب تسمي كل جامع أمر أو مقدم لأمر - إذا كانت له توابع تتبعه هو لها إمام جامع - أما ، فتقول للجلدة التي تجمع الدماغ ، أم الرأس ، ويسمون لواء الجيش ورايتهم التي يجتمعون تحتها أما ، واستشهد بقول ذي الرمة :



على رأسه أم لنا نقتدي بها جماع أمور ليس نعصي لها أمرا



يعني : الرمح .



قال : وسميت مكة : أم القرى لتقدمها أمام جميعها وجمعها ما سواها.

وقيل : لأن الأرض دحيت منها .





ويقال لها أيضا : الفاتحة ؛ لأنها تفتتح بها القراءة ، وافتتحت الصحابة بها كتابة المصحف الإمام ، وصح تسميتها بالسبع المثاني ، قالوا :

لأنها تثنى في الصلاة ، فتقرأ في كل ركعة ، وإن كان للمثاني معنى آخر غير هذا ، كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله .

قال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون ، أنبأنا ابن أبي ذئب وهاشم بن هاشم عن ابن أبي ذئب ، عن المقبري ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأم القرآن :

هي أم القرآن ، وهي السبع المثاني ، وهي القرآن العظيم .

ثم رواه عن إسماعيل بن عمر عن ابن أبي ذئب به ،

وقال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : حدثني يونس بن عبد الأعلى ، أنا ابن وهب ، أخبرني ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

هي أم القرآن ، وهي فاتحة الكتاب ، وهي السبع المثاني .

وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه في تفسيره :

حدثنا أحمد بن محمد بن زياد ، ثنا محمد بن غالب بن حارث ، ثنا إسحاق بن عبد الواحد الموصلي ، ثنا المعافى بن عمران ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن نوح بن أبي بلال ، عن المقبري ، عن أبي هريرة قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

الحمد لله رب العالمين سبع آيات : بسم الله الرحمن الرحيم إحداهن ، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم ، وهي أم الكتاب
 
أعلى